10 - 05 - 2025

مؤشرات| من أجل مصر

 مؤشرات| من أجل مصر

 "بالديمقراطية تتقدم الأمم وبدونها يحدث النزيف وتتفتت قوى الوطن" هذه خلاصة ما نشهده في المرحلة الحالية، ولابد أن يعي الجميع رؤساء ومرؤوسين أن الوطن في مرحلة في غاية الخطورة على المستوى المحلي والعلاقات الخارجية، فأزمة سد النهضة على المحك، والإستمرار في استنزاف وقت مصر في مفاوضات لا طائل منها تحت فرض مصلحة طرف دون أخر، لم يعد له مجال الآن، والوقوف صفا واحدا في مواجهة قضية أمن قومي هي المياه تحتاج إلى تكاتف الجميع بحوار واضح وديمقراطي يجمع الجميع

وعلى المستوى المحلي هناك خلط واضح بين ما هو وطني وما هو عدو أو خائن، وبين ما هو إرهابي متطرف، وهو ما صديق ووطني في خندق واحد لكن بوجهة نظر وطنية أخرى لصالح هذا البلد، هذا الخلط الشديد تسبب في شرزمة المشهد القائم، وربما أضعف قوى المواجهة مع أعداء الوطن، واصحاب الأجندات والمتربصين بوطننا الأكبر

الأمر برمته بحاجة إلى رؤية سياسية جديدة، ومرة أخرى وعاشرة "الأمر يحتاج إلى رؤية سياسية شاملة ومتكاملة"، لا رؤية أحادية، يتحاور حولها الجميع لنخرج في حالة إجماع لحماية هذا الوطن من كل أعداء الداخل والخارج، والوقوف ضد دعاة التخريب والتفتيت، وتصويب العديد من الأمور التي انفلتت في تصرفات صغيرة ومن صغار وعقلية بعيدة كليا عن السياسة، وكانت نتائجها سلبية على كل الوطن، وأخشى أن أقول أنها سحبت معها شركاء مهمين يهمهم مصلحة وطننا بتصنيفهم تحت عبارات "الخونة". أقول كلامي هذا عن يقين بأن مصلحة الوطن تقتضي التجميع لا التفريق، فالحوار الوطني الخلاق هو الطريق إلى مواجهة أعداء فعليين على الأرض داخليا وخارجيا، ولا ننسى في هذا ما يحتاجه الوطن في صد ومواجهة ألاعيب وأطماع السلطان العثمانلي الجديد، وهو عدو جديد ظهر مع بروز الإخوان على الساحة، ولا يقل في عدواته عن أعداء تاريخيين لأن أجندته هي تخريب مصر، والمواجهة تقتضي اجماع باقناع وطني، والأرض مهيئة لذلك لكن تحتاج إلى عزيمة

رسالتي أقولها بوضوح ودون مواربة، وطننا يجمعنا لا يفرقنا، مصالحنا في وحدتنا وليست في خلافنا، قوتها في تكتلنا وليس في تفرقنا، وأنا على يقين أن القوى الوطنية الحقيقية تمتلك من القدرة في الوقوف معا في التصدي لكل التحديات، وأن الشعب بكل فئاته وطوائفه هو الحماية الحقيقية لوطن يواجه أعداء في كل مكانولا ننسى وقفة 30 يونيو وما حدث فيها وما شهدته من حالة اجماع ضد كل من حاول تفتيت وطن من أجل مصالح ضيقة ورؤية لا تتعلق بمصر ووطن يجمع شعب له تاريخ، ثم يأتي اليوم من يفتت كل هذا، ربما بقصد أو دون قصد، أو بسبب غياب الرؤية عند من يقدم النصيحة، أو يضع الرؤيةالفترة الأخيرة وما شهدته في تراجع في وحدة القوى، واتساع دائرة التخوين ليس في صالح وطن في طريقه لمرحلة جديدة كليا في كل شئ، بل ما نحتاجه فعلا لاستكمال بناء مسيرة وطننا، هو إعادة لملمة هذا الشتات، ووقف نزيف قوى الوطن الذي يصب في صالح أطراف تتربص به من داخله وخارجه، ونحن بالفعل في حاجه لإطلاق الحريات سياسيا وإعلاميا، ونشاط سياسي داخل الأجهزة التشريعية والبرلمانية، وسرعة احياء المحليات، وإعادة الحياة السياسية الحزبية الحقيقية، تناقش جميعها قضايا الوطن تحت عنوان رئيسي "مصر أولا"، وذلك دون تخوين من هنا أو هناك، أو من بعض يهمه فقط التفتيت لا التجميع، وبحاجة لعقليات سياسية محترفة لا هواة

أدرك جيدا أن "هذا الوطن له شعب يحميه"، وتبقى المسؤولية في بث الروح في وعي الشعب من خلال تغيير ملموس ورؤية تشاركية بعيدا عن المصالح الضيقة.. ولدى يقين أننا سنرى شيئا مختلفا في المرحلة المقبلة، وما نتمناه جميعا، وكل طموحنا في أن نراها واقع، من أجل هذا الوطن وفقط.


مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | ثقوب مميتة من حادث غاز الواحات والبنزين المغشوش